إن من عظيم ما خص الله به هذه الأمة من الفضيلة والمكانة، وشرفهم به على سائر الأمم من المنزلة الرفيعة، هذا الكتاب العزيز الذي جعله الله معجزة الرسالة، ودلالة النبوة، وقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب بقوة، وبلّغه بأمانة، ثم قام بعده أصحابه الأبرار فجمعوا القرآن الكريم في صحف ومصاحف، وكان أعظمهم في ذلك شاناً أبو بكر وذو النورين رضي الله عنهما، كما جمعوه في صدورهم، واستمرت قافلة الحفاظ في السير، وبقيت رايتهم عالية، يأخذها خير خلف لخير سلف، في صورة تحقق معنى قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"(الحجر، 9)....
تتمة
|